الصورة لسوق حنا الشيخ في البصرة في السبعينات |
عائلة حنا الشيخ نزحت في القرن الثامن عشر من الموصل الى جنوب العراق ، واستقرت في مدينة العمارة، وكانت متخصصة بتجارة الخشب ، ثم انتقلت الى البصرة لتقتحم عالم التجارة من اوسع ابوابها مع الكثير من موانيء العالم عبر ميناء البصرة بتأسيس (شركة حنا الشيخ للشحن النهري والبحري) والتي كانت واحدة من العديد من شركات الشحن في البصرة، وكان المشرفون عليها هم أبناء حنا الشيخ ، ميخائيل وروفائيل وجبرائيل ومديرها الإداري في البصرة الأستاذ سليم داوود أنطوان .
وتركت هذه العائلة الكثير من الشواهد في اماكن تواجدها ، فنجد في البصرة السوق الذي لم يتبدل اسمه على مر السنين ( سوق حنا الشيخ ) ، وعلى مقربة من سوق حنا الشيخ هناك كنيسة السريان الكاثوليك التي تنتمي لها عائلة حنا الشيخ والتي شاركت بتشييدها وتشييد مبنى الإعدادية المركزية في البصرة ، وما زالت آثار هذه الأسرة قائمة السوق والكنيسة والمدرسة ، وفي مينة العمارة انشأووا كنيسة العمارة ، ولاننسى دعم هذه العائلة للفرق الرياضية في البصرة خلال حقبة الخمسينات والستينيات .
غادرت هذه الأسرة العراق مضطرة عام 1968، وتوزعوا بين دولة الامارات العربية والبحرين ولندن ، وفي الامارات انشأت اول ميناء في دبي، وهو (ميناء الشيخ) نسبة الى اسم عائلة (آل الشيخ)، لكن جوزيف حنا الشيخ هو الذي طلب بكل تواضع تغيير اسمه الى ميناء الشيخ راشد ، ما يبعث على الفخر والافتخار ان جوزيف حنا الشيخ لم يتنازل عن جنسيته العراقية .
وعاد ابن هذه العائلة البار ( جوزيف حنا الشيخ ) الى البصرة بعد سقوط النظام السابق في نيسان عام 2003 وهو يحمل بين يديه مشروعه التاريخي ( ميناء الفاو الكبير ) بتمويل وادارة شركة حنا الشيخ القابضة وتصميم شركة هالكرو البريطانية، وقد أعلن في حينها عن المشروع بمقولته : (غادرت البصرة عام 1968 وقررت عدم العودة اليها إلا بمشروع يليق بالبصرة، وها أنا اليوم أعود بمشروع ميناء الفاو الكبير ) والمشروع عبارة عن اراض جديدة تضاف للعراق تمتد داخل الخليج ولايمكن للكويت او ايران اعتراضه ، ويشغل الميناء 500ألف عامل يعني لن توجد بطالة في البصرة بعد ذلك ، لكن المشروع لم ير النور لاسباب معروفة .
إنتقل رجل الأعمال البصري جوزيف حنا الشيخ الى جوار ربه يوم الاحد الموافق 3\ 5\2020 عن عمر تجاوز التسعين عاما تاركاً وراءه احلاما لم تتحق ومشاريع واعدة لم تر النور .
اعداد احمد القيسي